الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث مشاهـيــر وجمــاهــيـر... ومن حب الكرة ما قتل!

نشر في  13 سبتمبر 2017  (12:22)

«ومن الحب ما قتل «، مقولة قد نستحضرها ونحن نتحدث عن درجة الحب القصوى والعشق الذي قد يؤدي الى الموت، لكن هل يصل الأمر حدّ الموت عشقا في الساحرة المستديرة، حيث يفقد مشجع فريق معين حياته حبا في هذا الفريق؟ نعم و الغريب أن الأمر تجاوز ـ أحيانا ـ وفاة لاعب على المستطيل الأخضر ليصل شبح الموت الى المشجعين:.

ومؤخرا فقدت الساحة الرياضية بتونس لاعبا شابا بالفريق الرياضي بسجنان ويدعى ضياء المعلاوي حيث مات هذا الأخير من شدّة فرحه بتعادل المنتخب الوطني ضدّ نظيره الكونغولي ضياء الدين البالغ من العمر 24 سنة صرخ عاليا من 'شدة الفرحة' عندما تمكن المنتخب من تعديل النتيجة ثم سقط مغشيا عليه وتوفي على عين المكان، ورجحت أطراف إصابته بسكتة قلبية.

ماتوا حبا في الساحرة المستديرة

فاجعة رحيل ضياء الدين ليست الأولى من نوعها، حيث سبق وسجلت الساحة الكروية وفاة أكثر من محب فرحا أو حزنا على نتيجة مباراة، دون احتساب من توفي نتيجة أحداث شغب أو اثر حادث مرور اثناء أحداث كروية هامة، وهنا نستحضر قصة وفاة شاب تونسي يدعى عفيف المرعي من مواليد سنة 1981 يقطن منطقة الياسمينات (برج غربال) التَابعة لمعتمدية المدينة الجديدة إثرإصابته بسكتة قلبية خلال مشاهدته للمباراة التي جمعت المنتخب التونسي بنظيره الجزائري في إطار نهائيات كأس أمم إفريقيا جانفي 2017، والتي انتهت بفوز المنتخب التونسي بهدفين مقابل هدف واحد .
ويذكر أن الضحية كان يتابع صحبة اصدقاء له في المقهى مباراة تونس ضد الجزائر بحماس شديد وكان منفعلا جدا ويخشى هزيمة المنتخب التونسي أمام نظيره الجزائري قبل ان تصيبه نوبة قلبية مفاجئة أسفرت عن وفاته .
عديدة هي الحوادث المرتبطة بعشق كرة القدم وليست مرتبطة فقط بالموت فرحا أو حزنا على نتائج مباراة بل ايضا بالموت اثناء لعبها، فكم من شخص لقى حتفه نتيجة تعرضه الى سكتة قلبية أو ابتلع لسانه وهنا لا نتحدث عن اللاعبين بل عن المحبين ففي سنة 2015 على سبيل الذكر فقدت الاسرة الطبيّة بصفاقس الدكتور فريد سيالة أحد خيرة أطبّاء القلب وهو اصيل مدينة صفاقس حيث شارك في مقابلة كرة قدم صحبة عدد كبير من الاطباء واغلبهم من نفس الإختصاص حين سقط مغشيّا عليه وتبيّن بعد ذلك أنه اصيب بنوبة قلبية لم تمهله كثيرا رغم حضور الإخّصائيين في طب القلب حيث كان القضاء والقدر أسرع من تدخّلاتهم.
عشق كرة القدم دفع كذلك المحبين الى القتل نتيجة التشنج والتعصب حيث نتذكر كيف جدت معركة بين أنصار فريقين نتج عنها هلاك شاب (21 عاماً) بطعنة سكين. وجدت الحادثة في «رأس الجبل» حيث احتد النقاش حول مباراة بين الترجي الرياضي والاولمبي الباجي، إلى أن وصل الأمر إلى أن استل شاب سكيناً وطعن به شابا آخر نشب بينهما خلاف حول المباراة فمات على الفور..
ومن أغرب ما حدث في مجال التعصب الأعمى لأنصار هذا النادي أو ذاك أن شاباً في جهة قليبية عانى مرضاً خطيراً وفهم من الأطباء أنه مهدد بالموت فكانت وصيته الأخيرة لأهله أن يطلى قبره بعد موته باللونين الأحمر والأبيض، وهو لون فريقه المفضل، النادي الافريقي، وفعلاً وبعد وفاته نفذ أهله وصيته

قائمة بأبرز ضحايا الموت المفاجئ
 في تاريخ الملاعب العربيّة

1992: الجزائري الطّيّب عمروس – نزيفٌ دماغي
1980: الجزائري عمر سحنون – أزمةٌ قلبيّة
1981: الجزائري حسين بن ميلودي – أزمةٌ قلبيّة
1998: الجزائري عبد الكريم قصباج – أزمةٌ قلبية
2001: المغربي يوسف بلخوجة - أزمةٌ قلبية
2009: الإماراتي سالم سعد - أزمةٌ قلبية
2010: السّوداني إندراوس إيداهور - أزمةٌ قلبية
2011: السّوري محمود محملجي – ابتلاع اللّسان
2012: المغربي جواد أقدار – أزمةٌ قلبية
2013: الكويتي محمّد فهّاد – نزيفٌ دماغي
2013: الأردني قصي الخوالدة – ابتلاع اللّسان
2014: السعودي ياسر هوساوي – أزمةٌ قلبيّة

ومن حب الكرة ما قتل

وبمتابعتنا لأبرز الحوادث التي راح ضحيتها محبو كرة القدم في العالم العربي والغربي، رصدنا مجموعة من الحوادث الغريبة والتي تنم عن أن كرة القدم أفيون بأتم معنى الكلمة، ففي المغرب توفى الفنان مصطفى منافع، متأثراً بأزمة قلبية خلال مشاهدة مباراة الوداد البيضاوى واتحاد طنجة، حيث كان يشاهد المباراة بأحد مقاهى «الدار البيضاء»، قبل أن يسقط مغشياً عليه، بعدما تمكن الكاميرونى بريس أوونا من تسجيل هدف التعادل لفريق اتحاد طنجة فى الدقيقة 91 من عمر المباراة التى انتهت بالتعادل الإيجابى 2 ـ 2.
وفي المغرب أيضا توفي مشجع الرجاء البيضاوى إثر أزمة قلبية بعد خسارة فريقه من الجيش الملكي وكان ذلك سنة 2014.
وفي سبتمبر 2016 توفي أحد مشجعي نادي الوداد المغربي أثناء متابعته مباراة فريقه والزمالك المصري.
:وفي اليمن توفي مشجع فى فيفري 2015 إثر تعرضه لأزمة قلبية فى المدرجات بسبب خسارة فريقه
كما تحدثت الصحف التركية عن وفاة أحد مشجعى فريق جالاطا سراي التركي الذي لقي مصرعه بعد خسارة فريقه أمام ريال مدريد الإسبانى فى دورى أبطال أوروبا عام 2013 إثر إصابته بنزيف دماغي.
وتعرض مطلع الموسم الحالي بالدوري الانجليزي أحد مُشجعى فريق ستوك سيتى الإنقليزى لأزمة قلبية بعدما تلقت شباك فريقه هدفًا من توقيع كوتينيو لاعب ليفربول مطلع الموسم الحالي بالدورى الإنقليزي.
وفي فيفري 2017 اهتزت كرة القدم الأنغولية بوفاة 17 شخصا من بينهم اطفال وجرح 56 أخرون اثر تدافع داخل ملعب في شمال أنغولا خلال المباراة الافتتاحية للموسم من الدوري المحلي لكرة القدم بين ريكرياتيفو دو ليبولو ومضيفه سانتا ريتا.
ونقلت صحيفة شنغهاى ديلي الصينية أن الانفعال الزائد خلال مشاهدة مباريات نهائيات كأس العالم أودى بحياة ثلاثة مشجعين على الأقل في الصين .

لاعبون لفظوا أنفاسهم على المستطيل الأخضر

من جهة أخرى تشير الاحصائيات الرسمية الى وفاة حوالي 15 رياضيًا بشكلٍ سنويٍّ عبر حوادث الموت المفاجئ، وهناك 3 أسباب الأكثر شيوعا لحالات الموت المفاجئ عند الرياضيين وهي توقّف القلب المفاجئ وهو السبب الرئيسي في أكثر من 90 % من حالات موت الرياضيين، ومسببات هذا الموت متنوعة في مقدمتها الارهاق الشّديد والتدخين وشرب الخمور وتناول العقاقير المنشّطة، كما نجد الموت جراء ابتلاع اللّسان وهي حالةٌ ينقلب فيها اللّسان بشكلٍ لاإرادي ليتسبّب في إغلاق مجرى التنفّس عند لسان المزمار، ممّا يؤدّي في حال تأخّر العلاج إلى الوفاة نتيجة نقص الأوكسجين الواصل إلى الدّماغ، وتحدث عادةً عند حالات فقدان الوعي الناتجة عن صدمات الرأس أو هبوط سكّر الدّم وأخيرا النزيف الدّماغي ويحدث عادةً لدى الرياضيين بعد تعرّضهم لصدمةٍ شديدةٍ في الرأس.
ومن بين الحوادث التي ستبقى محفورة في الذاكرة ولا يمكن أن نمر عليها مرور الكرام وفاة نجم الكرة التونسية سابقا الهادي بالرخيصة يوم 4 جانفي 1997 كان الترجي يخوض مباراة ودية أمام الفريق الفرنسي أولمبيك ليون بملعب الشادلي زويتن وفي الدقائق الأخيرة من المباراة كانت الكرة في اتجاه الهادي بالرخيصة روضها ثم سقط فجأة، الجميع ظنها اصابة عادية، التف الجميع حوله وحاول الفريق الطبي الفرنسي انقاذه، لكنه كان قد ابتلع لسانه مما أدى لوفاته، كانت النوبة القلبية التي أوقفت حياة بلها عن عمر يناهز 24 سنة .
كما أعلن نادي مولون الفرنسي في مارس 2017 عن وفاة حارس المرمى التونسي علاء الدين بن أحمد (22 سنة) خلال الحصة التدريبية لفريقه إثر سكتة قلبية، وعلاء أصيل المنصورة من معتمدية السواسي من ولاية المهدية .
ولم تسلم ملاعبنا العربيّة من شرّ هذه الظاهرة المخيفة، التي أودت بحياة بعضٍ من أشهر النّجوم العرب، على رأسهم نجم المنتخب المصري والنادي الأهلي محمّد عبد الوهّاب، الذي توقّف قلبه عن النبض أثناء إحدى حصص فريقه التدريبيّة في أوت 2006، ليفارق الحياة عن 22 عامًا..

نجوم الكرة العالمية وشبح الموت فوق الملاعب

ومن أشهر الحالات التي اهتز لها المشهد الرياضي الدولي خلال الموسمين الأخيرين وفاة اللاعب الإسباني أنطونيو بويرتا عن سن يناهز الثانية والعشرين سنة إثر نوبة قلبية مفاجئة دهمته خلال مباراة فريقه إشبيلية أمام نادي خيتافي برسم البطولة الإسبانية. وتبعه بيوم واحد اللاعب الزامبي الدولي شاسوي نوسوفا الذي سقط أثناء التمارين مع أحد الأندية الإسرائيلية.
ومن الحالات الشهيرة نستحضر ما حدث عام 2003 مع الدولي الكاميروني مارك فيفان فويي رفقة منتخب بلاده أمام كولومبيا حيث توفي على أرضية الملعب عن سن يناهز الثامنة والعشرين، واللاعب المجري فيكلوس فيهر لاعب فريق بينفيكا البرتغالي والذي توفي أثناء إحدى المباريات في الدوري المحلي سنة 2004.
وفي جوان 2017 صُدمت جماهير كرة القدم العالمية بوفاة الإيفواري شيخ تيوتي لاعب وسط نيوكاسل يونايتد الإنقليزي سابقا ولاعب فريق بكين إنتربرايزس الصيني، حيث تعرض اللاعب ذو الـ «30 عاما» لسكتة قلبية أثناء تدربه مع فريقه الصيني أدت لوفاته على الفور
ومن اشهر حالات الموت المفاجئ في الملاعب البرازيليّة ما حدث في 27 أكتوبر 2004، حين تعرّض لاعب فريق ساو كايتانو البرازيلي سيرجينهو لأزمةٍ قلبيّةٍ حادةٍ أثناء مباراة فريقه أمام ساو باولو في الدّوري البرازيلي، حيث سقط في منطقة الجزاء دون حراك، ولم تنفع محاولات علاجه، ليفارق الحياة بعدها بساعاتٍ عن عمرٍ ناهز ال30 عامًا.
وفي افريل 2012 تعرض الإيطالي بيير ماريو موروسيني الى نوبة قلبيّة مفاجئة داهمته أثناء مباراة فريقه أمام بيسكارا ، والتي تسببت بوفاته في اليوم ذاته..
وتوفي النيجيري صمويل أوكوراجي في لاغوس يوم 12 أوت 1989، قبل نهاية مباراة منتخب نيجيريا أمام أنغولا ضمن التصفيات الأفريقيّة لكأس العالم، حيث انهار لاعب المنتخب النيجيري ذو ال24 ربيعًا وسقط مفارقًا الحياة، وتبيّن بعد فحص جثّته إصابته بتضخّمٍ في القلب وارتفاعٍ شديدٍ في ضغط الدمّ
ختاما نشير الى أنه يتم تسجيل ألف حالة وفاة للرياضيين على أرضية الملعب كل سنة في جميع الرياضات، وهو ما يتطلب حسب المتابعين للشأن الرياضي ضرورة توفير كافة الاحتياطات الطبية اللازمة داخل الملاعب أو الصالات الرياضية، وألا يقتصر الأمر على وجود اختصاصيي العلاج والمسعفين بقدر ما يجب توفير أطباء متخصصين ينتشرون في كافة الملاعب لإنقاذ أرواح الكثير من الرياضيين او المحبين المهددين بالموت المفاجئ في أية لحظة..

اعداد: سناء الماجري